العين والحسّد

 

بعض الناس لايؤمنون بالعين أو الحسد ، والبعض الآخر لا يفرق بينهما ، وآخرون يؤمنون بها بل يهابون العين والحسد لدرجة أنهم يخفون أبسط الأشياء لتفادي المصائب التي ستحل بهم نتيجة العين والحسد ، وهنا سأوضح بعض التفاصيل التي من شأنها أن تنور أبصارنا وأفكارنا

(العيْن) وهي أن يكون العائن (صاحب العين)  يُعجب بشيء ليس ملكه ، ويتبع ذلك نفسه الخبيثة ، فيشتد أعجابه بهذا الشيء دون ذكر الله ، فينفذ سُم نظره الى المعين (المصاب بالعين) حتى يدمر هذا الشيء بسُم نظره ، مثلا كشخص أشترى سيارة جديدة وصاحبه أعُجب بهذه السيارة وأندمج هذا الأعجاب بنفسه الخبيثة دون ذكر الله فتتعطل هذه السيارة أو يصطدم بها صاحبها

أما (الحسَد) هو أن يتمنى زوال النعمة من مستحق لها ، وتتحول إليه ، وربما كان مع ذلك سعي في إزالتها ، مثلا أن يتزوج رجل من فتاة ، فتسمع صديقة الفتاة وتحدسها على زواجها من هذا الرجل ، فتسعى لخطف هذا الرجل ليصبح زوجها او تسعى لطلاقهما

أما الفرق بينهما فهو أن العائن (صاحب العين) لا يَعين إلا ما يراه والموجود بالفعل ومصدر (العين) انطلاق نظرة العين أو نفس خبيثة ، و الحاسد قد يحسد ما لم يراه ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه ، ومصدر (الحسد) تحرُّق القلب واستكثار النعمة على المحسود ، كذلك هناك مقولة توضح الفرق بينهما وهي " كل عائنٍ حاسد ، وليس كل حاسد عائن" بمعنى كل صاحب عين فهو حاسد ولكن ليس كل حاسد يصيب بالعين ، والسبب أن صاحب العين هو حاسد خاص بشيء معين تراه عينه ، اما الحاسد فهو حاسد عام بما تراه عينه وما تسمعه أذُناه

ولأهمية هذا الموضوع فقد ذُكرت العين والحسد في أكثر من موضع في ديننا الأسلامي ، فقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله سلم : ( لاَ تَحَاسَدوا ، وَلاَتَنَاجَشوا ، وَلاَ تَبَاغَضوا ، وَلاَ تَدَابَروا ) ، كذلك قوله صلى الله عليه وآله سلم : ( العين حق ، ولو كان شيء سابقاً القدر سبقته العين ، وإذا استُغْسِلْتُمْ فاغسلوا ) ، النتيجة هنا بأن العين والحسد هو ((حرام)) من باب تحريم إيقاع الضرر على الناس ، وإيذائهم ، فقد قال تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ) وهو مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وآله سلم : ( لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارٌ )

هنا يتبين لنا العين والحسد حق لا نقاش فيه ، ولا ينكره إلا مكابر جاهل ، صحيح أنها فوق إدراك العقل وتفكيره ، ولكنها من الأمور التي نؤمن بها ، وإن لم ندرك أسرارها وكيفيتها فلا نلومن إلا أنفسنا ، فقد أمرنا الله بالاستعاذة منهم في قوله تعالى ( وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ )

ولكن أنتبه عزيزي القارئ ،،، أن ما ذكرته قد يكون فيه شيء من تأثير الحالة النفسية لديك ، وخصوصا أنه قد انغرس في ذهنك وما نسمعه عن تأثير العين والحسد ، فأعرِض عن هذا كله ، وتوكَّل على الله واعتمِد عليه وحصن نفسك بذكرالله وقراءة القرآن ، ولا تُوسوس حتى يزول عنك ، لأن الإنسان متى جعل على باله شيئًا شُغِل به ، وإذا تغافَلَ عنه وتركَه لم يُصَبْ به ، فلا تخشون العين والحسد وتتناسون الله الصمد .

 

قد تحب ايضا

0 تعليقات

اترك تعليقا

سجل للحصول على اخر اخبارنا

اشترك الآن ليصلك إشعار حول العروض الحصرية من .... كل أسبوع!