صلة الأرحام وجنة الأنعام

January 01,1970 0 تعليقات

 

في هذا الزمن ، ومع مشاغل الحياة ، أصبح الناس يسعون خلف أرزاقهم لتحقيق أحلامهم و تأمين مستقبل أبنائهم في هذه الظروف المعيشية الصعبة ، فبعض الناس أضطر لمغادرة بلاده وترك أهله بحثاً عن الرزق ، والبعض الآخر يكون بين أهله ولكن لايراهم ولا يجلس معهم بسبب أنشغاله الطويل بالعمل والذي هدفة هو الرزق ، ومقابل ذلك نخسر ((صلة الأرحام و جنة الأنعام)) .

نعم ، نخسر الجنه ، ومن أعظم العقوبات التي يعاقب بها قاطع الرحم أن يحرم من دخول الجنة ، فقد قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : "لا يدخل الجنة قاطع" وهنا المقصود قاطع الرحم ، فهل أنت على أستعداد لتأدية جميع واجباتك الدينية و تخسرها بسبب قطع صلة الرحم ؟؟

كذلك يجب أن تعرف واجاباتك ناحية صلة الرحم ، وهي الإعراض عن الزيارة المستطاعة ، وعدم مشاركتهم في مسراتهم ، وعدم مواساتهم في أحزانهم ، كما تكون بتفضيل غيرهم عليهم في الصلات والعطاءات الخاصة ، التي هُم أحق بها من غيرهم ، وذكرها الله في كتابة العزيز ﴿ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴾

فقاطع الرحم غالبا ما يكون تعباً قلقاً على الحياة ، لا يبارك له في رزقه ، منبوذا بين الناس لا يستقر له وضع ولا يهدأ له بال ، وهذه العلامات كلها تجتمع بكلمة (ملعون) وأثباتاً لذلك قوله تعالى ﴿فَهَلۡ عَسَیۡتُمۡ إِن تَوَلَّیۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوۤا۟ أَرۡحَامَكُمۡ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰۤ أَبۡصَـٰرَهُمۡ ﴾

وأثناء بحثي عن صلة الرحم ، وجدت أكثر من ٤٠ آيه وحديث وموضع ذُكر فيه عن صلة الرحم بشكل مباشر أو بمعنى يقصد به صلة الرحم ، وهذا دلاله بأن صلة الرحم لها الأثر والمعنى الكبير في ديننا الأسلامي ، وأيضا قطع صلة الرحم تعتبر من أكبر الكبائر والذنوب ، والدخول في تفاصيلها تحتاج الى شرح طويل ومفصل .
 
أخيرا عزيزي القارئ ، اعلم أن صلة الرحم لا تكون على سبيل المكافأة أو المعاملة بالمثل ، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم "ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها" ، فالواصل حقا هو الذي يصل من يقطعه ، ويزور من يجفوه ويحسن إلى من أساء إليه من هؤلاء الأقارب .

نسأل الله أن يرزقنا البر وصلة الأرحام ، وأن يعيذنا والمسلمين من القطيعة ، إنه بر ودود رحيم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

محمد مجيد القطان