كثير منا يتعرض لمشاكل في الحياة سواء كانت مشاكل أجتماعية أو عائلية أو خلال العمل وخلافها من الأمور الحياتية ، فنجد بعض البشر ينتظرون الفرصة المناسبة ليرموا بنصيحتهم لك ليساعدوا في حل هذه المشكلة ، ولكن بعض الناس يقدمون هذه النصيحة وهدفهم الرئيسي هو تدمير حياتك فقط ،

والأسباب هنا مختلفة ولن أدخل في تفاصيلها ولكن بالنهاية هو هدف شيطاني يأتي بشكل ثوب النصح ، وسأضرب لكم مثلا بسيدنا آدم -عليه السلام- عندما نصحه أبليس كما قال تعالى في كتابه العزيز  {هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ} حتى وصل أبليس الى غايته كما قال تعالى {قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}

وهنا يدرك تماماً المتلبس بثوب النصيحة حقيقة خُبث نفسه ، فيعمل على تطهير الجو المحيط من سمومه باستخدام المؤكدات المتلاحقة كالقسم ونون التوكيد كما فعل أبليس مع سيدنا آدم -عليه السلام- {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} لذا يجب ألا تعطي كل الناصحين سمعك ولا تفتح لهم هذا الباب حتى لا يفتح لك أبواب جهنم ويدمر حياتك ،

أنا شخصيا أتحفظ كثيراً على النصائح لأنها قد تأتي من جاهل وقد تأتي من حاقد ، و سأضرب لكم مثلاً آخر مثل ما حدث مع سيدنا يوسف -عليه السلام- وأخوته عندما رموه بالبئر ، وهنا أجتمع الحقد مع وسوسة الشيطان ، فهذان المثالان (سيدنا آدم وسيدنا يوسف عليهما السلام) وضَّحا لنا بعض الملامح التي تُعين على تمييز نصيحة الشيطان حتى وإن كانت في صورة إنسان ،

يقول «أحد المفكرين» : لا تعامل الناس على أنهم ملائكة ، فتعيش مغفلاً ، ولا تعاملهم على أنهم شياطين فتعيش شيطاناً ، ولكن عامِلهم على أن فيهم بعضاً من أخلاق الملائكة وكثيراً من أخلاق الشياطين ، وهنا يكون موقع الحيطة والحذر له النصيب الأكثر في أخذ النصيحة ،

فكم شيطان من حولنا قدم لنا نصيحة فرق بها بين الأخوة وهدم بها البيوت وشتت الأسر ، والغريب ان هذه النصائح تصدر من أقرب الناس وأعزهم والاكثر تفهما وانصاتا ، ولهذا تكون هذه النصيحة مسموعه ويتم تنفيذها دون التفكير عن اخطارها او عواقبها او النتائج العكسية من وراء هذه النصيحة ، فأحذروا كل الحذر من نصيحة الشيطان .

محمد مجيد القطان