بئر الذكريات
كثير ما يتعرض الانسان لمواقف سعيدة و حزينة ، ولكن المواقف الحزينة التي تُصيبنا من شخص آخر هي التي تأثر في قلوبنا وتؤلمنا ، فمن الطبيعي أن يكون الأثر الحزين له الإيقاع الأكثر في نفس الشخص والذي بسببه تنتج عنها ردود فعل كثيرة ومتنوعة ولها أشكال مختلفة ولكنها تعود لأساس واحد وهي (ردة الفعل) ،
فلا يمكن أن نقيس ونوزن ردة فعل الأنسان الغاضب وننسبها لطبيعتة فهي أفعال تنتمي (لردة فعله) ويكون اساسها من أفعال الشيطان وقت الغضب فقط ، فقد قال النبي صَلى الله عليه وآله وسلم : "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد (يقصد الغضب) لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ، وهنا دلاله على أن الغضب من الشيطان ، كذلك مصداقا لما قاله النبي صَلى الله عليه وآله وسلم : "أن الغضب جمرة من الشيطان يلقيها في قلب ابن آدم" ، ولكن هل تعلم كيف يكون الغضب مدخل للشيطان ؟؟
هي وسائل عديدة ومنها ((بئر الذكريات)) وهو بمنظوري الشخصي هو الأهم في حياتنا الأسرية ، فعندما نتعرض لموقف مع شخص وهذا الموقف يحزن قلبك و يؤلمك ، يقوم الشيطان بالغوص الى ((بئر ذكرياتك)) ، ويجعلك تتذكر المواقف القديمة المشابه لهذا الموقف مع الشخص الذي أحزنك وسبب لك الألم حتى تزداد شرارة الغضب وتشتعل نار الحرب بينك وبين هذا الشخص ،
وهنا أوصانا النبي صَلى الله عليه وآله وسلم وقال : "ليس الشديد بالصُّرَعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" ، لأن الانسان اذا غضب صار يشبه المجنون ، لا يستطيع أحد أن يقف في وجهه ، وأطرافه تضطرب وترتعش ، ويهدِر ويتكلم بما لا يليق ، لذلك واجب علينا أن نتمالك أنفسنا عند الغضب ، فالغضب في حقيقته هو مدخل الشيطان لإيقاع الخلق في المصائب ، وربما إيقاعهم في الكبائر أيضا ، وقد يصل الأمر إلى حد الكفر ، لان الشيطان يُزين للأنسان معصية الله عن طريق الغضب ، ولكن كيف نتفادى ظلمة ((بئر الذكريات)) ؟؟
اولا : يجب علينا أن لا نترك أثر الحزن في قلب من حولنا ونفكر بنتائج أفعالنا ونجعل عقلنا يفكر قبل أن تنطق ألسنتنا
ثانيا : يجب أن لا نكرر هذا الفعل الجارح حتى لا يعود بذاكرة المجروح فيعود به هذا الجرح الى الذكريات المؤلمة الماضية فتزيد في غضبة وحزنه
ثالثا : أن لا نتكلم بالأخطاء الماضية و نربطها بما يحدث معنا ، ونأخذ وظيفة الشيطان و نعود الى ((بئر الذكريات)) فهي لن تكون الا كرمي الوقود على النار
رابعا : الأبتعاد عن ظن السوء ، فلا يمكن أن نظن بأن هذا الفعل كان مقصودا او كان يعني بفعلته ما توصل له عقلنا ، فمن المحتمل أن يكون عكس ما كنا نظن فنظلم هذا الشخص ، فقد قال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ﴾
خامسا : وهو الاهم هي وصية النبي صَلى الله عليه وآله وسلم قولة : "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" بذلك يركن الأنسان إلى ركن عظيم منيع ، يعتمد عليه ويلتجئ إليه ويكون له كالدرع المنيع لطرد الشيطان
واخيرا ،،، العلاج الطويل بعيد المدى والأثر وهو ترويض النفس ، وتعويدها على الحلم ، لقول النبي صَلى الله عليه وآله وسلم : "إنما الحلم بالتحلم" فالنفس اماره بالسوء
هي رسالة وموعظة أقدمها لنفسي اولاً ومن ثم لك عزيزي القارئ ، فلم أجد من بئر الذكريات سوى الظُلُمات
محمد مجيد القطان
اترك تعليقا
سجل للحصول على اخر اخبارنا
اشترك الآن ليصلك إشعار حول العروض الحصرية من .... كل أسبوع!
4 تعليقات
عماد جواد خلفSeptember 23,2023
احسنت ونشكر علي الكلام الرائع
عماد جواد خلفSeptember 23,2023
إن فهم القيمة وإدراك الحاجة أحيانا لا بد لهما من مرور العمر، لا بد من دفع ضريبة.
عدنان أبوحشمةSeptember 23,2023
أحسنت جزاك الله خيرا على هالكلام الطيب
AsakSeptember 24,2023
قلم جميل بوركت 👏